>
> عندما تكون فلسطينياً
>
> سيكون لديك تدريب يومي على إخفاء دموعك
> وابتلاع قطعة كبيرة من أمانيك التي غص بها واقعك
> ووقف أمامها مشدوهاً
> فمن اين يأتي لك بمارد المصباح ليعيد إليك شجرة الزيتون
> وطبق القش
> ورائحة البحر؟
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> لن تستطيع ان تتمادى بابتسامتك
> فخيالات الأقصى الأسير.. تحاصرك
> ودم صلاح الدين الذي ينبض في شرايينك
> ويذكرك في كل مرة تحاول أن تبتسم بها
> بأن ابتسامتك خيانة.. سيعاقبك عليها التاريخ
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> لن تستطيع أن تنفرد بأحلامك.. فهناك من يشاركك بها
> بل يتربع على عرشها
> فإن كانت أحلام الآخرين
> مالٌ وسلطانٌ وزوجةٌ وأطفال
> فأحلامك.. قيلولة تحت شجرة البرتقال في حيفا
> وفنجان قهوة على ضفاف طبريا
> وصلاة ركعتين ودعاءٌ.. يعرج إلى السماء متتبعاً خطى الحبيب في معراجه من هناك
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستعيش حالة من الغياب المزمن.. عن الحياة الطبيعية
> فلا صحو ولا نوم
> ولا عمل ولا راحة
> ولا وعي ولا غيبوبة
> بدون ذكرى فلسطين
> وما كانت عليه فلسطين
> وما صارت إليه فلسطين
> وما ستصير إليه فلسطين
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستكون غريباً في وطنك.. وفي خارج وطنك
> ستكون مثاراً لمختلف المشاعر
> ستكون مثاراً للشفقة حيناً
> ومثاراً للحزن حيناً
> ومثاراً للاهتمام حيناً
> ومثاراً للإعجاب أحياناً
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستعمل قسراً.. مروجاً لخلقٍ كاسدٍ يدعى: الكرامة
> فقد انخفض تداوله بشكل ساحق منذ أن اختُرعَت قواميس جديدة للأخلاق
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستصاب حتماً بمرض يدعى: الحزن
> وستصيب العدوى بمرضك هذا كل من يعرفك
> أو يتأمل تلك الدموع الأسيرة في عينيك
> أو يستمع لأنين المساجد والكنائس.. والحجارة في صوتك
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستتمتع بذاكرة قوية
> ستذكر عدد حبات رمل البحر
> وصوت كل مؤذن
> وضحكة كل طفل
> ستذكر لون الفجر.. وطعم النوم.. ورائحة المطر
> وستذكر ايضاً.. تلك الليالي السوداء
> بأصوات وحوشها وحركاتهم
> ستذكر رائحة الموت الممزوجة بالبارود
> وستذكر زغاريد الثكالى
> ونواح العذارى
> ستذكر رسم خطواتك نحو المجهول
> وستذكر كل دمعة.. فوق أية حبة تراب سقطت
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستدرك أهمية الارقام
> وستحبها.. او تحقد عليها
> علاقة وطيدة ستنشأ بينكما
> بعد أن يتحول اسمك إلى رقم
> وتاريخك إلى رقم
> وموقع بيتك إلى رقم
> وعدد أفراد عائلتك المفقودين إلى رقم
> وعدد من مات.. ومن سُجن..ومن قُطّع إرباً.. إلى أرقام
> وعدد الايام التي قضيتها.. أو قضتك.. في المخيمات.. إلى رقم
> وأحلامك وتنبؤاتك الفاشلة لموعد رجوعك إلى وطنك.. إلى رقم
> ستدرك حتماً أهمية الأرقام
> وسيلهج لسانك بالشكر لمن اخترع الأرقام
> وإلا لكانت حياتك بلا حياة
> وبلا أرقام أيضاً
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستعيش حنيناً دائماً لماضِ لم تعرفه
> ولمستقبل ليس بإمكانك ان تعرفه
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> لن تعنيك كلمات العشق.. ومؤشرات البورصة العالمية
> ومهرجانات تقام هنا وهناك
> ولن يعنيك أن يطول الليل .. أو يختفي للأبد النهار
> ولن يعنيك أن يكون العام اثنا عشر شهراً
> أو اثنتا عشرة بطيخة
> لن يعنيك أن يصعد البشر إلى القمر.. أو ينزل هو إليهم
> لم يعنيك خسارة حزب في الانتخابات .. وفوز آخر
> لن يعنيك قيام دولة.. وسقوط أخرى
> كل ما يعنيك هو أن فلسطين سُلبَت
> ويجب أن تُعـــــــاد
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستتوقف عن الكلام فجأة
> وستترك الرواية بلا نهاية
> والقصيدة بلا خاتمة
> فغالباً ما ستزدحم الافكار في رأسك
> حتى يدهس بعضها بعضاً
> وستضطر إلى التوقف عن الكتابة .. أو الكلام فجأة
> لتقوم بمراسم دفن ما دُهِس من افكارك ومات قبل أن يخرج للوجود
> ولـــــــــــذلك
> سأقطع حديثي وأغادر إلى بيوت العزاء في المنفى
> حيث تموت الأفكار رافضة أن تكون بلا وطن
>
>
> عندما تكون فلسطينياً
>
> سيكون لديك تدريب يومي على إخفاء دموعك
> وابتلاع قطعة كبيرة من أمانيك التي غص بها واقعك
> ووقف أمامها مشدوهاً
> فمن اين يأتي لك بمارد المصباح ليعيد إليك شجرة الزيتون
> وطبق القش
> ورائحة البحر؟
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> لن تستطيع ان تتمادى بابتسامتك
> فخيالات الأقصى الأسير.. تحاصرك
> ودم صلاح الدين الذي ينبض في شرايينك
> ويذكرك في كل مرة تحاول أن تبتسم بها
> بأن ابتسامتك خيانة.. سيعاقبك عليها التاريخ
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> لن تستطيع أن تنفرد بأحلامك.. فهناك من يشاركك بها
> بل يتربع على عرشها
> فإن كانت أحلام الآخرين
> مالٌ وسلطانٌ وزوجةٌ وأطفال
> فأحلامك.. قيلولة تحت شجرة البرتقال في حيفا
> وفنجان قهوة على ضفاف طبريا
> وصلاة ركعتين ودعاءٌ.. يعرج إلى السماء متتبعاً خطى الحبيب في معراجه من هناك
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستعيش حالة من الغياب المزمن.. عن الحياة الطبيعية
> فلا صحو ولا نوم
> ولا عمل ولا راحة
> ولا وعي ولا غيبوبة
> بدون ذكرى فلسطين
> وما كانت عليه فلسطين
> وما صارت إليه فلسطين
> وما ستصير إليه فلسطين
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستكون غريباً في وطنك.. وفي خارج وطنك
> ستكون مثاراً لمختلف المشاعر
> ستكون مثاراً للشفقة حيناً
> ومثاراً للحزن حيناً
> ومثاراً للاهتمام حيناً
> ومثاراً للإعجاب أحياناً
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستعمل قسراً.. مروجاً لخلقٍ كاسدٍ يدعى: الكرامة
> فقد انخفض تداوله بشكل ساحق منذ أن اختُرعَت قواميس جديدة للأخلاق
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستصاب حتماً بمرض يدعى: الحزن
> وستصيب العدوى بمرضك هذا كل من يعرفك
> أو يتأمل تلك الدموع الأسيرة في عينيك
> أو يستمع لأنين المساجد والكنائس.. والحجارة في صوتك
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستتمتع بذاكرة قوية
> ستذكر عدد حبات رمل البحر
> وصوت كل مؤذن
> وضحكة كل طفل
> ستذكر لون الفجر.. وطعم النوم.. ورائحة المطر
> وستذكر ايضاً.. تلك الليالي السوداء
> بأصوات وحوشها وحركاتهم
> ستذكر رائحة الموت الممزوجة بالبارود
> وستذكر زغاريد الثكالى
> ونواح العذارى
> ستذكر رسم خطواتك نحو المجهول
> وستذكر كل دمعة.. فوق أية حبة تراب سقطت
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستدرك أهمية الارقام
> وستحبها.. او تحقد عليها
> علاقة وطيدة ستنشأ بينكما
> بعد أن يتحول اسمك إلى رقم
> وتاريخك إلى رقم
> وموقع بيتك إلى رقم
> وعدد أفراد عائلتك المفقودين إلى رقم
> وعدد من مات.. ومن سُجن..ومن قُطّع إرباً.. إلى أرقام
> وعدد الايام التي قضيتها.. أو قضتك.. في المخيمات.. إلى رقم
> وأحلامك وتنبؤاتك الفاشلة لموعد رجوعك إلى وطنك.. إلى رقم
> ستدرك حتماً أهمية الأرقام
> وسيلهج لسانك بالشكر لمن اخترع الأرقام
> وإلا لكانت حياتك بلا حياة
> وبلا أرقام أيضاً
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستعيش حنيناً دائماً لماضِ لم تعرفه
> ولمستقبل ليس بإمكانك ان تعرفه
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> لن تعنيك كلمات العشق.. ومؤشرات البورصة العالمية
> ومهرجانات تقام هنا وهناك
> ولن يعنيك أن يطول الليل .. أو يختفي للأبد النهار
> ولن يعنيك أن يكون العام اثنا عشر شهراً
> أو اثنتا عشرة بطيخة
> لن يعنيك أن يصعد البشر إلى القمر.. أو ينزل هو إليهم
> لم يعنيك خسارة حزب في الانتخابات .. وفوز آخر
> لن يعنيك قيام دولة.. وسقوط أخرى
> كل ما يعنيك هو أن فلسطين سُلبَت
> ويجب أن تُعـــــــاد
>
> *******
> عندما تكون فلسطينياً
>
> ستتوقف عن الكلام فجأة
> وستترك الرواية بلا نهاية
> والقصيدة بلا خاتمة
> فغالباً ما ستزدحم الافكار في رأسك
> حتى يدهس بعضها بعضاً
> وستضطر إلى التوقف عن الكتابة .. أو الكلام فجأة
> لتقوم بمراسم دفن ما دُهِس من افكارك ومات قبل أن يخرج للوجود
> ولـــــــــــذلك
> سأقطع حديثي وأغادر إلى بيوت العزاء في المنفى
> حيث تموت الأفكار رافضة أن تكون بلا وطن
>
>