إسرائيل تدرس إمكانية شراء 100 طائرة من طراز "أف-35" بتكلفة 5 مليارات دولار
نظمت وكالة الأنباء الروسية ' ريا نوفستي' طاولة مستديرة كانت مكرسة بمناسبة حلول الذكرى الثانية لرحيل زعيم الشعب الفلسطيني والقائد التاريخي المغفور له الرئيس ياسر عرفات ، حيث وصفه د. بكر عبد المنعم سفير فلسطين لدى روسيا الاتحادية. بأبرز قادة العالم في الألفيتين الثانية والثالثة وأنه لم يكن قائدا فقط للشعب الفلسطيني وإنما هو علم من أعلام قيادة حركة التحرر العالمية.
وشارك في هذه الندوة الحوارية كل من سفير بعثة جامعة الدول العربية الدكتور سعيد البرعمي الذي وصف الرئيس الراحل عرفات بأنه كان رجل سلام وكان يسعى طيلة حياته لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وأنه عمل الكثير وأستشهد وهو يدافع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ووصفه بالشخصية اللامعة وصاحب اكبر شخصية لها كاريزما مؤثرة على صنع القرار .
ووصف عرفات بأنه وصل بصعوبة إلى إيجاد حل وسط وكمبراميس مع إسرائيل من أجل إقامة السلام كمقدمة لإقامة الدولة الفلسطينية وأنه أستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام وأن عرفات حافظ على الصداقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والروسي وكان ملما بكل التفاصيل عن العلاقات الروسية - الفلسطينية ، ووصفه بأنه صديق كبير للشعب الروسي.
وأضاف أيضا أن حياة الرئيس كانت مليئة بالمنجزات التاريخية على مدى أربعين عاما.
كما تحدثت العالمة الروسية إيرينا زفياغيلسكايا نائبة رئيس المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والسياسية إذ قالت : إنه من الصعب جدا الحديث عن عرفات في زمن قصير فلقد كانت شخصية الرئيس عرفات شخصية قوية وساطعة وكان له مكانة تاريخية وتمتع بشخصية مثيرة للجدل فكثيرا من الناس الذين أحبوه ولكن في نفس الوقت وجد من إختلف معه. وشددت البروفيسور إيرينا على أن عرفات هو هذا الرجل الذي حمل قضيته إلى كل مكان مدافعا عن حقوق شعبه ووهب حياته من أجل وطنه.
من جهته وصف رئيس دائرة الشرق الأوسط أوليغ أوزيروف ، الرئيس عرفات إياه بأنه بطل ورجل مقدام وشجاع وأنه كرئيس كان قادراً على صنع القرار.ووصفه بأنه موسى الشعب الفلسطيني الذي ناضل من أجل الوصول بشعبه إلى الاستقلال وتحقيق أمنيات الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وتحدث كذلك رئيس جمعية الصداقة والتعاون مع الشعب الفلسطيني فياتشيسلاف ماتوزوف: فقال بداية إني عرفت عرفات عن قرب حيث وإنه بنظري لم يكن فقط زعيما للشعب الفلسطيني ، بل كان واحدا من قادة العالم القلائل الذين لعبوا دورا كبيرا ومؤثرا في قضايا الشرق الأوسط والقضايا الدولية.
وهو أول من جعل من قضية فلسطين النقطة الأولى على جدول الأمم المتحدة، وعلى جميع المنابر الدولية. وشدد على أنه من الصعوبة بمكان تحديد دور عرفات فلقد كانت له أدوار متعددة، جميعها كانت تنعكس على القضايا الدولية، وبلغ بالقضية الفلسطينية إلى أن أصبحت في بلادنا روسيا سفارة لدولة فلسطين وممثل فلسطين في روسيا على قدم المساواة في السلك الدبلوماسي مع ممثلي الولايات المتحدة والدول الأخرى. لقد كانت روسيا تحب عرفات وعرفات يحبها.
وأدان إسرائيل التي حاصرته وقتلته وسممته. و أعرب عن تأييد الدبلوماسية الشعبية الروسية للشعب الفلسطيني وفي الوقت ذاته أكد على الموقف الرسمي للخارجية الداعم للقضية الفلسطينية. وأعرب عن إدانته الكاملة للوحشية الإسرائيلية التي يرتكبونها في حق الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وآخرها المجازر الرهيبة الوحشية في بيت حانون. ووصف إسرائيل والولايات المتحدة بأنهما ترتكبان خطأ فادحا في فلسطين، في العراق وأفغانستان وغيره . وعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
و اختتم سفير دولة فلسطين الدكتور بكر عبد المنعم شاكرا جميع المشاركين والمتحدثين في هذه الفعالية ونقل تحياته وشكره لنادي الشرق الذي رعى هذه الفعالية. وحيا كذلك رجال الإعلام والصحافة . وبعد ذلك قال بحزن هل أتحدث عن عرفات أم عن غياب عرفات او ما بعد عرفات أم عن العلاقات في عصر عرفات وكنت في حيرة من أمري. وتابع القول إن الحديث عن عرفات يطول ويطول ويطول .
وتابع الدكتور بكر قائلا إن شخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت حافلة ومليئة بالأحداث وبالتناقضات. فقد كان متفردا أحيانا وأحيانا أخرى ذو ديمقراطية زائدة. و هذا موطن الشاهد في شخصيته . هذه الصفات التي كانت في شخصية عرفات كان يصعب على شخص آخر أن يجمعها. وأضاف مهما اختلف الناس او اتفقوا مع عرفات فإن رحيله المفاجئ كان له أثره البالغ على الجميع.
ووصف عرفات بأنه مهندس لم يزاول مهنة الهندسة لتعبيد الطرق بل بشقها في حقول الألغام وأضاف أن التاريخ قد يحتاج إلى وقفة لترتيب أوراق هذا القائد الظاهرة.
وقال إنني أريد أن أوجه نداء للعالم من هنا من أروقة الوكالة الموقرة للتدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الفاشية الجديدة ومن أصحاب صناعة الموت في إسرائيل ووقف هذا الإرهاب المنظم ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل في فلسطين و خصوصا في قطاع غزة المحاصر، والذي يعتبر أكبر سجنا في العالم. وإنني وإياكم هنا، قال السفير، ان الدماء تسيل كالجداول على أرض بيت حانون حيث إرتكبت إسرائيل أمس مجزرتها الوحشية التي ليست جديدة عليها ولكنها تعتبر أم المجازر. وعرض السفير الفلسطيني د. بكر عبد المنعم بعض الصور التي تصور المأساة والمجزرة والأطفال فوق بعضهم حيث تسابق الصحفيون على تصوير هذه المشاهد الفظيعة. وأضاف السفير الفلسطيني ان إسرائيل جعلت من فلسطين أرضا تسيل فيها الدماء بغزارة من عملياتها العسكرية المسماة أمطار الصيف تارة وغيوم الشتاء تارة أخرى. وإنني أتحدث معكم الآن كما أسلفت وبيت حانون تحصى شهداؤها.
وهذا يشار إلى أن إسرائيل جعلت من أرضنا مقابر تفتح كل يوم ، ومن مستشفياتنا مكانا لاستقبال الشهداء والجرحى ، إنها باختصار تقتل كل أنواع الحياة في بلادنا وتقضي علينا وأن ما تقوم به إسرائيل هو تطهير عرقي ، وأن المجزرة الأخيرة هذه لم تكن مصادفة او خطأ كما يشيعون وإنما هي مجزرة مخطط لها وإنها لن تكون الأخيرة. وشدد د. بكر عبد المنعم على ان إسرائيل من وراء هذه المجازر تريد شطب العنوان الفلسطيني وشطب الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
إن إسرائيل التي قالت إن عرفات عقبة في طريق السلام وأيدها البعض ثبت أنها هي التي عقبة في طريق السلام وأنها لم تكن في يوم من الأيام مستعدة للسلام. إسرائيل لا تريد سلاما ولا أمنا و لا استقرارا ولا شريكا .
وشدد السفير على أمر هو أن سياسة الحرب والعدوان التي تمارسها إسرائيل لن توفر الأمن لها ولا الاستقرار. وأضاف السفير مندهشا فقال إنني لأعجب من هذا الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي.وأعلن قائلا من هنا من ريا نوفستي إنني أدين من يبرر هذه المجازر وأنتم تعرفون من يبررها .
وشكر السفير د. بكر عبد المنعم الشعب الروسي والحكومة والقيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين على المواقف الشجاعة التي تساند العدل وأعرب د. بكر عبد المنعم عن مناشدته بل ومطالبته الرئيس الصديق للشعب الفلسطيني بوتين بالتدخل شخصيا من أجل توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وإدانة العدوان والعمل على استئناف عملية السلام من جديد.
وقال سفير فلسطين د. بكر عبد المنعم أن كل ما يحدث للشعب الفلسطيني لن يزيده إلا تجذرا في أرضه يوما بعد يوم بالرغم من الإرهاب الذي يمارس ضده، وأن إسرائيل مهما عملت ستظل فلسطين للفلسطينيين.
وحول القدس قال : د. بكر عبد المنعم : إن القدس عاصمة فلسطين وإنكم لن تجدوا فلسطينيا واحدا يقول غير ذلك لا ياسر عرفات ولا غير ياسر عرفات ليس منا ولا فينا الذي يقول غير أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وكل السيادة عليها للشعب الفلسطيني، القدس لنا ونحن لها.
وختم السفير حديثه قائلا : اختلف الناس مع عرفات وهو حي في كثير من القضايا ولكنني لا أرى أن أحدا يختلف في ان لرحيله المفاجئ أثره الكبير . ووصف عرفات من أنه استطاع أن يروض التناقض في المنافي بمزيج من البرغماتية وأنه تحول بديناميكيته الخارقة وتماهيه الكامل بيننا هو شخصي وعام وعبادة العمل من قائد إلى رمز شديد اللمعان.
وشكر السفير مرة ثانية الموقف الروسي قيادة وشعبا وقال إن شكري هذا ليس نابعا من أنني موجود في روسيا ولكن لأن الموقف الروسي موقف حكيم وعادل وحقيقي وشجاع ومن هنا كانت ضرورة الإشارة إلى ذلك.